طفل رضيع أكلته النيران في الحضانة!
صفحة 1 من اصل 1
طفل رضيع أكلته النيران في الحضانة!
الموت حرقا داخل مستشفي حكومي!
بعد حادث أبوالريش والإسماعيلية:
'اخطر ما في هذا الحادث أن الموت يأتي من أماكن المفروض ان من يعملون بها يحافظون علي أرواح من يتواجدون فيها!
الموت هذه المرة يأتي من حضانات بعض المستشفيات الحكومية التي لايحكمها إلا الفساد والاهمال وكان الضحايا هم الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة.. أطفال أعمارهم أيام ليس امامهم الا الموت حرقا.. محرومون حتي من الاستغاثة!
وهذا ما حدث مع الطفل الرضيع محمد الذي احترق جسده داخل حضانة مستشفي بنها التعليمي.. عندما اشتعلت النيران في سريره بسبب ماس كهربائي!.. المؤلم ان النيران ظلت مشتعلة في جسد الرضيع ثلاث ساعات متواصلة دون ان يشعر بها احد وعندما تصاعدت الأدخنة من الحضانة انتبه الغافلون من سباتهم ولكن بعد فوات الآوان.. بعد ان تفحمت جثته تماما وانقذ القدر باقي الأطفال من كارثة محققة واصيبوا باختناقا وأمراض في الرئة!.. الأشد ألما ان هذا الحادث تكرر أكثر من مرة خلال الأيام القليلة الماضية وفي أكثر من مستشفي حكومي وبالتحديد في مستشفي أبوالريش ومستشفي اخر عام بالاسماعيلية!
وكالعادة مرت كل هذه الحوادث مرور الكرام ولم نسمع عن مهمل احيل الي النيابة بتهمة القتل والاهمال!
ماذا حدث للطفل محمد داخل مستشفي بنها الجامعي؟.. هذا ما سوف نعرفه في هذا التحقيق!'
لم يكن محمد هو الضحية الأولي لهذه الجريمة فمنذ عدة أسابيع احترقت احدي الحضانات بمستشفي أبوالريش العام.. واسفر الحريق البشع.. الذي التهم أجساد أطفال صغار عن اصابة عدد كبير من الأطفال بالاختناق.. وأمراض الرئة اللعينة.. ومن قبل.. تكرر نفس السيناريو البشع في احد مستشفيات الاسماعيلية.. وبنفس الغضب والذعر استقبل والد الطفل الصدمة وهو يصعد درجات السلم لاستلام صغيره ونور عينيه ليسقط علي الأرض مغشيا عليه من هول الصدمة.. ولم يكن 'محمد' هو الضحية الأخيرة.. للإهمال الذي ظهر فجأة في حضانات الأطفال.. فبعد حادثته الشهيرة.. ببضعة أيام.. حرر محاسب محضرا ضد مدير مستشفي خاص بمصر الجديدة يتهمه فيه بالتسبب في وفاة ابنه الرضيع.. الذي لم يتجاوز عدة أيام. وكان يعاني من قصور بالتنفس.
لكن رغم بشاعة ما يحدث لبعض الأطفال الصغار في حضانات الأطفال.. الا ان ما حدث مع 'محمد' الطفل الرضيع.. الذي لم يتعد عمره أربعة عشر يوما كان في منتهي القسوة.. وابشع من أي مشهد.. حكايته منذ البداية كانت قاسية عندما مات توءمه في رحم أمه ومرورا بالاهمال الذي لحق الأم المسكينة وكاد يتسبب في موتها.. وانتهاء باحتراق الصغير داخل حضانة صغيرة.. ولم يسعفه أحد.. سوي الاهمال الذي أحرق جسده ليتركه متفحما.
حياة عادية!
في احدي قري محافظة الشرقية.. تسكن أسرة 'محمد' الأسرة البسيطة المكونة من أب يعمل أمين شرطة.. باحدي الهيئات الحكومية بالقاهرة والأم خريجة التربية منذ (7) أعوام.. وطفلتين صغيرتين في عمر الزهور 'سارة' و'شهد' لم تتجاوز أكبرهما خمسة أعوام.. يسكنون داخل احد البيوت الصغيرة المكونة من أربعة طوابق.. وتحديدا في الطابق الثاني.. طرقنا الباب.. وطلبنا الدخول.. الحزن هو عنوان المنزل البسيط.. دخلنا وجلسنا مع الأب الحزين والأم المسكينة و(سارة) الصغيرة التي كانت تسأل عن اخيها بين الحين والحين.
فهي البداية كشف لنا الأب عما كان يخبئه القدر لأسرته الصغيرة كما كشف ايضا عن سلسلة بشعة من الاهمال الخطير.. وعبر عن كلامه بان ابنه ابن موت من البداية.. كنت اتمني منذ زواجي ان يرزقني الله بولد.. يحمل اسمي.. لكنه الله اراد ان يؤجل امنيتي ورزقني بطفلتين هما الان كل حياتي.. فأنا أعمل أمين شرطة أغيب عن منزلي بالأيام نظرا لبعد المسافة بين بلدتي بالشرقية وبين مكان عملي بالقاهرة وتحديدا بالعباسية..
ويستكمل الأب كلامه: منذ عدة شهور عرفت من زوجتي وبعد عودتي الي المنزل.. بانها حامل وفي الشهر الثالث.. دبت الفرحة بين ضلوعي.. وكانت تشاركني زوجتي ابنتي سارة فرحتنا العارمة.. فاليوم الذي كنت انتظره اقترب.. أخذت ارسم الأحلام في خيالي.. واخطط لمستقبل ابني الباهر ففي نفس اليوم ذهبت مع زوجتي الي احد الأطباء.. لاجراء اشعة لمعرفة الجنين (ذكر أم انثي).. وازدادت فرحتي فور علمي بان التوءم عبارة عن ولد وبنت.. وهنا تغيرت ملامح الأب الحزين قليلا ربما يكون قد تذكر شيئا.. فسألناه عما تذكره.. أو لماذا تغيرت ملامح وجهه فجأة فقال لنا: 'حسبي الله ونعم الوكيل'.
سلسلة اهمال:
استطرد في كلامه قائلا: لم تسلم زوجتي المسكينة هي الأخري من الاهمال القاتل.. فكانت تتابع حالتها لدي احدي الطبيبات والتي كادت تتسبب في موتها؟!
سألناه: كيف؟!
قال: عند عودتي من عملي ذات أحد الأيام.. فوجئت بمنظر زوجتي الذي كان مختلفا للغاية.. وهي ترقد علي السرير ولاتستطيع الحركة.. كانت وقتها في الشهر السابع.. لذلك لم يخطر ببالي ان زوجتي سوف تضع في هذا الوقت.. وبعد تفكير قليل تأكدت ان مكروها اصاب زوجتي المسكينة.. فقررت نقلها علي الفور الي احد الأطباء.. وبعد ساعة تقريبا علمت بالمفاجأة ان أحد الجنينين قد مات ولابد من نقل زوجتي فورا الي أحد المستشفيات لكي تضع الجنين والا ستموت.
عملية إنقاذ!
كانت عقارب الساعة وقتها تشير الي الخامسة مساء.. وبدأت في محاولات مستميتة لمحاولة انقاذ زوجتي المسكينة.. وذهبت الي مستشفي بنها الجامعي بصحبة زوجتي وطبيبها المعالج.. وتم حجز حجرة لها.. وبعد ساعتين تم الوضع.. وقتها حمدت الله علي انقاذ زوجتي من الموت المحقق.. لكن عند طلبي لرؤيتها علمت من الممرضة ان أحد الجنينين قد مات.. وعندما سألتها عنه قالت البنت.. وان الولد هو الذي تم انقاذه لكنه حالته غير مستقرة.. نظرا لولادته قبل الميعاد بشهرين كاملين.. ولذا كان يجب دخوله احدي الحضانات.. وهنا طلبت رؤيته ورؤية زوجتي.. وحمدت الله علي ما جري. لكن من هنا بدأت المشكلة الجديدة. وهي عدم وجود حضانة لابني.. فجن جنوني.. لكن اعتذارات الأطباء كانت أقوي من ان تدخل طفلي حضانة المستشفي.. وهنا قررت الذهاب الي مستشفي اخر لكن فشلت كل محاولاتي في ايجاد حل.. وفي اللحظة الأخيرة استطعت ان اجد حضانة في نفس المستشفي بنها الجامعي
وهنا سيطر الحزن علي ملامح الأب المسكين الذي فقد ابنه الصغير في ثلاث ساعات متتالية.. وهي مدة اندلاع النار في جسده الصغير الضعيف.
يوم الأجازة!
وهنا تدخلت الأم المسكينة في الكلام باكية: منذ دخول ابني الحضانة وقلبي منقبض.. كنت في اي لحظة انتظر خبر موته.. احساسه الجارف بذلك كان قويا جيدا.. لكني اتشبث بالأمل بين كل حين وحين بسبب الأطباء والممرضات.. فعند دخول ابني الحضانة.. وهو مريض يعاني من قصور في التنفس.. وفي كل يوم اذهب لزيارته.. كان يطمئنني الأطباء عليه.. حتي تحسنت حالته بصورة كبيرة.. وكنت انتظر بين الحين والحين ميعاد خروج ابني من الحضانة.. كي يعيش في حضن والديه في منزلنا البسيط.. ومرت الأيام.. وقلبي يزداد اشتياقا الي ابني الصغير.. وفي ذات الأيام واثناء وجودي في المستشفي جلست بجانبي الممرضة.. وقالت لي: احمدي ربك.. ابنك الان 'أحسن من الأول بكثير.. وأكدت لي انني كنت سأتسلم ابني في نفس اليوم لولا ان هذا اليوم اجازة.. وحددت لي اليوم التالي لاستلام طفلي.. لا تعلموا مدي الفرحة التي كنت اشعر بها وقتها.. اخيرا تحققت رغبتي ورغبة زوجي.. ورزقنا الله بطفل جميل سوف يعيش بيننا.. بعدها جريت الي منزلي. وجلست مع زوجي نحلم ونخطط للمستقبل.. كان يوما جميلا.. وفي اليوم التالي ذهب زوجي الي المستشفي لاستلام طفله.. وهنا انتابتها حالة من الحزن الشديد، وانهارت الزوجة بالبكاء..
ابني اتحرق!
وهنا تكلم الأب الذي حكي لنا بدموعه عن هذا المنظر البشع والاهمال الجسيم الذي حرق قلبه.. وحرق جسد طفله الضعيف قائلا: في صباح اليوم التالي ذهبت الي مستشفي بنها الجامعي لأستلم طفلي.. احسست عند دخول المستشفي بان هناك شيئا غريبا يحدث داخل المستشفي.. لم ابال في البداية.. وتوجهت الي المصعد.. وطلبت من العامل الصعود الي الدور الرابع.. فنظر لي مذعورا.. وقال لي الباب مغلق.. وعليك ان تنزل في الدور الخامس.. فوافقت.. لكني فوجئت بانبعاث رائحة دخان كثيفة تنبعث من الدور وعند دخولي فوجئت بهذا المنظر البشع الذي لم انسه طيلة حياتي.. وهو عبارة عن جثة طفل صغير وهي محروقة ومتفحمة.. علمت بعد ذلك انها جثة طفلي..!
اجراء قانوني!
والكلام علي لسان الأب.. تقرير المعمل الجنائي أظهر العديد من المفاجآت القاسية اولها ان الطفل احترق حتي اصبحت الجثة متفحمة للغاية.. وثاني تلك المفاجآت ان النيران ظلت مشتعلة في جسد ابني حوالي 3 ساعات متواصلة دون ان يعلم احد.. كما ان سبب الحريق ماس كهربائي من المصباح المضيء للحضانة.
وأضاف الأب انه لن يتنازل عن حقه القانوني وأكد انه سوف يرفع قضية فور انتهاء التحقيقات ومعرفته بنتيجة ما حدث.
وهنا انتهي كلام الأب.. لكن لم تنته المأساة بعد. فسارة الطفلة الصغيرة التي لم تتجاوز بعد الخمسة أعوام.. مازالت تبكي وتسأل عن اخيها الصغير الذي لم تره..
انتهت القصة.. لكن لم ينتهي الأهمال الذي طال الحضانات .. والذي تسبب في موت عدد كبير من الزهور البريئة.. والتي ماتت حرقا.. والسؤال الان الذي يفرض نفسه هو.. لماذا الحضانات بالذات؟.. ولماذا بدأت هذه الظاهرة في الانتشار (احتراق الحضانات)؟! وبماذا تنتهي التحقيقات؟... هل سيطولها النسيان؟.. ام سيأتي اليوم الذي ينال فيه المجرم العقاب؟!
منقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد حادث أبوالريش والإسماعيلية:
'اخطر ما في هذا الحادث أن الموت يأتي من أماكن المفروض ان من يعملون بها يحافظون علي أرواح من يتواجدون فيها!
الموت هذه المرة يأتي من حضانات بعض المستشفيات الحكومية التي لايحكمها إلا الفساد والاهمال وكان الضحايا هم الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة.. أطفال أعمارهم أيام ليس امامهم الا الموت حرقا.. محرومون حتي من الاستغاثة!
وهذا ما حدث مع الطفل الرضيع محمد الذي احترق جسده داخل حضانة مستشفي بنها التعليمي.. عندما اشتعلت النيران في سريره بسبب ماس كهربائي!.. المؤلم ان النيران ظلت مشتعلة في جسد الرضيع ثلاث ساعات متواصلة دون ان يشعر بها احد وعندما تصاعدت الأدخنة من الحضانة انتبه الغافلون من سباتهم ولكن بعد فوات الآوان.. بعد ان تفحمت جثته تماما وانقذ القدر باقي الأطفال من كارثة محققة واصيبوا باختناقا وأمراض في الرئة!.. الأشد ألما ان هذا الحادث تكرر أكثر من مرة خلال الأيام القليلة الماضية وفي أكثر من مستشفي حكومي وبالتحديد في مستشفي أبوالريش ومستشفي اخر عام بالاسماعيلية!
وكالعادة مرت كل هذه الحوادث مرور الكرام ولم نسمع عن مهمل احيل الي النيابة بتهمة القتل والاهمال!
ماذا حدث للطفل محمد داخل مستشفي بنها الجامعي؟.. هذا ما سوف نعرفه في هذا التحقيق!'
لم يكن محمد هو الضحية الأولي لهذه الجريمة فمنذ عدة أسابيع احترقت احدي الحضانات بمستشفي أبوالريش العام.. واسفر الحريق البشع.. الذي التهم أجساد أطفال صغار عن اصابة عدد كبير من الأطفال بالاختناق.. وأمراض الرئة اللعينة.. ومن قبل.. تكرر نفس السيناريو البشع في احد مستشفيات الاسماعيلية.. وبنفس الغضب والذعر استقبل والد الطفل الصدمة وهو يصعد درجات السلم لاستلام صغيره ونور عينيه ليسقط علي الأرض مغشيا عليه من هول الصدمة.. ولم يكن 'محمد' هو الضحية الأخيرة.. للإهمال الذي ظهر فجأة في حضانات الأطفال.. فبعد حادثته الشهيرة.. ببضعة أيام.. حرر محاسب محضرا ضد مدير مستشفي خاص بمصر الجديدة يتهمه فيه بالتسبب في وفاة ابنه الرضيع.. الذي لم يتجاوز عدة أيام. وكان يعاني من قصور بالتنفس.
لكن رغم بشاعة ما يحدث لبعض الأطفال الصغار في حضانات الأطفال.. الا ان ما حدث مع 'محمد' الطفل الرضيع.. الذي لم يتعد عمره أربعة عشر يوما كان في منتهي القسوة.. وابشع من أي مشهد.. حكايته منذ البداية كانت قاسية عندما مات توءمه في رحم أمه ومرورا بالاهمال الذي لحق الأم المسكينة وكاد يتسبب في موتها.. وانتهاء باحتراق الصغير داخل حضانة صغيرة.. ولم يسعفه أحد.. سوي الاهمال الذي أحرق جسده ليتركه متفحما.
حياة عادية!
في احدي قري محافظة الشرقية.. تسكن أسرة 'محمد' الأسرة البسيطة المكونة من أب يعمل أمين شرطة.. باحدي الهيئات الحكومية بالقاهرة والأم خريجة التربية منذ (7) أعوام.. وطفلتين صغيرتين في عمر الزهور 'سارة' و'شهد' لم تتجاوز أكبرهما خمسة أعوام.. يسكنون داخل احد البيوت الصغيرة المكونة من أربعة طوابق.. وتحديدا في الطابق الثاني.. طرقنا الباب.. وطلبنا الدخول.. الحزن هو عنوان المنزل البسيط.. دخلنا وجلسنا مع الأب الحزين والأم المسكينة و(سارة) الصغيرة التي كانت تسأل عن اخيها بين الحين والحين.
فهي البداية كشف لنا الأب عما كان يخبئه القدر لأسرته الصغيرة كما كشف ايضا عن سلسلة بشعة من الاهمال الخطير.. وعبر عن كلامه بان ابنه ابن موت من البداية.. كنت اتمني منذ زواجي ان يرزقني الله بولد.. يحمل اسمي.. لكنه الله اراد ان يؤجل امنيتي ورزقني بطفلتين هما الان كل حياتي.. فأنا أعمل أمين شرطة أغيب عن منزلي بالأيام نظرا لبعد المسافة بين بلدتي بالشرقية وبين مكان عملي بالقاهرة وتحديدا بالعباسية..
ويستكمل الأب كلامه: منذ عدة شهور عرفت من زوجتي وبعد عودتي الي المنزل.. بانها حامل وفي الشهر الثالث.. دبت الفرحة بين ضلوعي.. وكانت تشاركني زوجتي ابنتي سارة فرحتنا العارمة.. فاليوم الذي كنت انتظره اقترب.. أخذت ارسم الأحلام في خيالي.. واخطط لمستقبل ابني الباهر ففي نفس اليوم ذهبت مع زوجتي الي احد الأطباء.. لاجراء اشعة لمعرفة الجنين (ذكر أم انثي).. وازدادت فرحتي فور علمي بان التوءم عبارة عن ولد وبنت.. وهنا تغيرت ملامح الأب الحزين قليلا ربما يكون قد تذكر شيئا.. فسألناه عما تذكره.. أو لماذا تغيرت ملامح وجهه فجأة فقال لنا: 'حسبي الله ونعم الوكيل'.
سلسلة اهمال:
استطرد في كلامه قائلا: لم تسلم زوجتي المسكينة هي الأخري من الاهمال القاتل.. فكانت تتابع حالتها لدي احدي الطبيبات والتي كادت تتسبب في موتها؟!
سألناه: كيف؟!
قال: عند عودتي من عملي ذات أحد الأيام.. فوجئت بمنظر زوجتي الذي كان مختلفا للغاية.. وهي ترقد علي السرير ولاتستطيع الحركة.. كانت وقتها في الشهر السابع.. لذلك لم يخطر ببالي ان زوجتي سوف تضع في هذا الوقت.. وبعد تفكير قليل تأكدت ان مكروها اصاب زوجتي المسكينة.. فقررت نقلها علي الفور الي احد الأطباء.. وبعد ساعة تقريبا علمت بالمفاجأة ان أحد الجنينين قد مات ولابد من نقل زوجتي فورا الي أحد المستشفيات لكي تضع الجنين والا ستموت.
عملية إنقاذ!
كانت عقارب الساعة وقتها تشير الي الخامسة مساء.. وبدأت في محاولات مستميتة لمحاولة انقاذ زوجتي المسكينة.. وذهبت الي مستشفي بنها الجامعي بصحبة زوجتي وطبيبها المعالج.. وتم حجز حجرة لها.. وبعد ساعتين تم الوضع.. وقتها حمدت الله علي انقاذ زوجتي من الموت المحقق.. لكن عند طلبي لرؤيتها علمت من الممرضة ان أحد الجنينين قد مات.. وعندما سألتها عنه قالت البنت.. وان الولد هو الذي تم انقاذه لكنه حالته غير مستقرة.. نظرا لولادته قبل الميعاد بشهرين كاملين.. ولذا كان يجب دخوله احدي الحضانات.. وهنا طلبت رؤيته ورؤية زوجتي.. وحمدت الله علي ما جري. لكن من هنا بدأت المشكلة الجديدة. وهي عدم وجود حضانة لابني.. فجن جنوني.. لكن اعتذارات الأطباء كانت أقوي من ان تدخل طفلي حضانة المستشفي.. وهنا قررت الذهاب الي مستشفي اخر لكن فشلت كل محاولاتي في ايجاد حل.. وفي اللحظة الأخيرة استطعت ان اجد حضانة في نفس المستشفي بنها الجامعي
وهنا سيطر الحزن علي ملامح الأب المسكين الذي فقد ابنه الصغير في ثلاث ساعات متتالية.. وهي مدة اندلاع النار في جسده الصغير الضعيف.
يوم الأجازة!
وهنا تدخلت الأم المسكينة في الكلام باكية: منذ دخول ابني الحضانة وقلبي منقبض.. كنت في اي لحظة انتظر خبر موته.. احساسه الجارف بذلك كان قويا جيدا.. لكني اتشبث بالأمل بين كل حين وحين بسبب الأطباء والممرضات.. فعند دخول ابني الحضانة.. وهو مريض يعاني من قصور في التنفس.. وفي كل يوم اذهب لزيارته.. كان يطمئنني الأطباء عليه.. حتي تحسنت حالته بصورة كبيرة.. وكنت انتظر بين الحين والحين ميعاد خروج ابني من الحضانة.. كي يعيش في حضن والديه في منزلنا البسيط.. ومرت الأيام.. وقلبي يزداد اشتياقا الي ابني الصغير.. وفي ذات الأيام واثناء وجودي في المستشفي جلست بجانبي الممرضة.. وقالت لي: احمدي ربك.. ابنك الان 'أحسن من الأول بكثير.. وأكدت لي انني كنت سأتسلم ابني في نفس اليوم لولا ان هذا اليوم اجازة.. وحددت لي اليوم التالي لاستلام طفلي.. لا تعلموا مدي الفرحة التي كنت اشعر بها وقتها.. اخيرا تحققت رغبتي ورغبة زوجي.. ورزقنا الله بطفل جميل سوف يعيش بيننا.. بعدها جريت الي منزلي. وجلست مع زوجي نحلم ونخطط للمستقبل.. كان يوما جميلا.. وفي اليوم التالي ذهب زوجي الي المستشفي لاستلام طفله.. وهنا انتابتها حالة من الحزن الشديد، وانهارت الزوجة بالبكاء..
ابني اتحرق!
وهنا تكلم الأب الذي حكي لنا بدموعه عن هذا المنظر البشع والاهمال الجسيم الذي حرق قلبه.. وحرق جسد طفله الضعيف قائلا: في صباح اليوم التالي ذهبت الي مستشفي بنها الجامعي لأستلم طفلي.. احسست عند دخول المستشفي بان هناك شيئا غريبا يحدث داخل المستشفي.. لم ابال في البداية.. وتوجهت الي المصعد.. وطلبت من العامل الصعود الي الدور الرابع.. فنظر لي مذعورا.. وقال لي الباب مغلق.. وعليك ان تنزل في الدور الخامس.. فوافقت.. لكني فوجئت بانبعاث رائحة دخان كثيفة تنبعث من الدور وعند دخولي فوجئت بهذا المنظر البشع الذي لم انسه طيلة حياتي.. وهو عبارة عن جثة طفل صغير وهي محروقة ومتفحمة.. علمت بعد ذلك انها جثة طفلي..!
اجراء قانوني!
والكلام علي لسان الأب.. تقرير المعمل الجنائي أظهر العديد من المفاجآت القاسية اولها ان الطفل احترق حتي اصبحت الجثة متفحمة للغاية.. وثاني تلك المفاجآت ان النيران ظلت مشتعلة في جسد ابني حوالي 3 ساعات متواصلة دون ان يعلم احد.. كما ان سبب الحريق ماس كهربائي من المصباح المضيء للحضانة.
وأضاف الأب انه لن يتنازل عن حقه القانوني وأكد انه سوف يرفع قضية فور انتهاء التحقيقات ومعرفته بنتيجة ما حدث.
وهنا انتهي كلام الأب.. لكن لم تنته المأساة بعد. فسارة الطفلة الصغيرة التي لم تتجاوز بعد الخمسة أعوام.. مازالت تبكي وتسأل عن اخيها الصغير الذي لم تره..
انتهت القصة.. لكن لم ينتهي الأهمال الذي طال الحضانات .. والذي تسبب في موت عدد كبير من الزهور البريئة.. والتي ماتت حرقا.. والسؤال الان الذي يفرض نفسه هو.. لماذا الحضانات بالذات؟.. ولماذا بدأت هذه الظاهرة في الانتشار (احتراق الحضانات)؟! وبماذا تنتهي التحقيقات؟... هل سيطولها النسيان؟.. ام سيأتي اليوم الذي ينال فيه المجرم العقاب؟!
منقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابو فراس- مشرف مميز
- عدد الرسائل : 64
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 26/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى